مسيرة الامير نايف ، نبذه عنه ، آخر أيامه ، انجازاته ، تعرف عليه وافت المنية صباح اليوم السبت ولي العهد السعودي الامير نايف عبدالعزيز آل سعود، عن عمر يناهز 78عاما ، وذلك أثناء رحلة علاجية في مدينة جنيف السويسرية، وأعلن الديوان الملكي السعودي أن الصلاة عليه ستقام يوم غد الأحد بالمسجد الحرام بمكة.
وكان الامير نايف يشغل منصب وزير الداخلية منذ عام 1975، وعين وليا للعهد في السابع والعشرين من أكتوبر2011، خلفا للأمير سلطان بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ الذي توفي في 22 من الشهر نفسه.
ويحظى الأمير نايف بمكانة خاصة لدي السعوديين ومواطني الخليج والعالم أجمع، ويملك في قلوب السعوديين بسيرته ومسيرته رصيدا لا ينضب من الحب والعرفان والاحترام والتقدير، فهو رجل الدولة البارز والقيادي المحنك ورجل الأمن البارع، يجمع بين الحلم والحزم، الكرم والحكمة، اللين والشدة، الورع والتدين، محب للخير.
ولا ينسى أيا منهم جهود سموه كوزير للداخلية في القضاء على الإرهاب ومكافحة الفكر الضال، ويشهد له الجميع بنجاحه في مختلف المهام الذي أداها، وجميع الملفات التى تولى إداراتها ليس على الصعيد المحلي فحسب بل على الصعيد الإقليمي والعربي والدولي.
ولد الأمير نايف بن عبد العزيز في عام 1933 بالطائف في المملكة العربية السعودية، وهو الابن الثالث والعشرون من أبناء المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وتتلمذ في مدرسة الأمراء، وتلقى التعليم على يد والده الملك و على أيادي كبار العلماء والمشايخ.
تولى الأمير نايف إمارة الرياض عندما كان في العشرين من العمر قبل أن يعين نائبا لوزير الداخلية في عام 1970 ومن ثمة وزيرا للداخلية العام 1975.
ظهرت براعته في وقت مبكر، وعرف للعالم أجمع بعد حادثة الاستيلاء على الحرم المكي من قبل إحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة من أتباع جهيمان العتيبي.
وفي منتصف يوم الثلاثاء الأول من محرم 1400 هـ الموافق 20 من نوفمبر 1979 م ، ومع آخر طلقات الكلاشنكوف التي كان يستخدمها أتباع جهيمان العتيبي قائد التمرد وبعد محاصرته ومن بقي من أتباعه في قبو الحرم المكي بعد أن كانوا يعتلون المنارات للسيطرة على بيت الله الحرام، يقطع التلفزيون السعودي بثه ليظهر الأمير ( نايف بن عبدالعزيز آل سعود ) وزير الداخلية آن ذاك على الشاشة، ليعلن أنه قد تم فجر اليوم تطهير قبو المسجد الحرام من جميع عناصر التمرد.
تلا ذلك المؤتمر الصحفي الشهير الذي عرف العالم بعده أن ( نايف بن عبد العزيز ) هو الرجل القوي في الأمن السعودي ، ومنذ ذلك العام والأمير نايف يدير أهم الملفات في السعودية.
وقد واجهت وزارة الداخلية في عهده تحديات الصعود القوي للقاعدة مع تشعباتها في السعودية التي تعرضت لهجمات دامية ضمن موجة من الهجمات بين العامين 2003 و2006.
وأدت الحملات الأمنية التي قادها الأمير نايف إلى فرار قادة التنظيم وعناصره باتجاه اليمن، وكلف الأمير نايف نجله الأمير محمد بن نايف ببرنامج "المناصحة" لتأهيل من يوصفون بـ"المتطرفين" العائدين من غوانتانامو.
عين الأمير نايف نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء في 27 من مارس 2009 م ، ذلك المنصب ( النائب الثاني ) الذي ظل شاغراً منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم في 1 أغسطس 2005 م ، ثم قلد منصب ولي العهد بأمر ملكي في السابع والعشرين من أكتوبر 2011.
وظل الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وليا للعهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حتى صعدت روحها إلى بارئها صباح اليوم.
وتعكس مواقف الأمير نايف بن عبد العزيز، دعمه الكبير للقضية الفلسطينية، كونها قضية العرب الأولى، وتجلى ذلك خلال ترؤسه للجنة السعودية لدعم انتفاضة الأقصى، التي أنشئت عام 2000 م .
كما يعتبر الأمير نايف وتد خيمة الحج، برئاسته للجنة الحج العليا، وهي اللجنة التي تبدأ اجتماعاتها التحضيرية لأي موسم حج، مباشرة بعد انتهاء الموسم السابق، وكان يحرص وبشكل سنوي للوقوف بنفسه ميدانيا على تلك الاستعدادات، حيث يقوم بجولة مطولة على كافة أصعدة المشاعر المقدسة، والاستماع للمختصين.
ويعرف الأمير نايف بحلمه اللامحدود و حزمه في نفس الوقت و كرمه و سخائه و مساعدة المحتاج و حبه لفعل الخير في شتى المجالات و خاصةً علاج المرضى في الخارج و الداخل على نفقته الخاصة و حرصه على دعم العلم و أهل العلم.
إرسال تعليق