يعد فيلم «صنع فى مصر» أحد الأفلام التى دخلت سباق أفلام عيد الفطر المبارك وهو بطولة الفنان أحمد حلمى.. الفيلم امتداد لنمط أفلامه فى السنوات الاخيرة وهى بلورة فكرة خيالية تدور حولها تفاصيل الأحداث وفى أغلب الأحيان تكون مقتبسة من فيلم أجنبى مثل قصة هذا الفيلم التى يبدو أنه تم اقتباسها من الفيلم الأمريكى «تيد» الذى عرض أخيرا وهو جعل دبدوبا يتكلم بصوت رجل ناضج وبالطبع نجد فرقا كبيرا بين الفيلمين من جانب السيناريو والاخراج. يشارك حلمى البطولة ياسمين رئيس، دلال عبدالعزيز، إدوارد، لطفى لبيب، عبدالله مشرف.. إخراج عمر سلامة وتأليف مصطفى حلمى. تدور أحداث الفيلم حول شاب غير طموح، مكتف ببيع لعب أطفال فى محل، ويتطلع إلى جارته فى المحل الذي أمامه والذى تمتلكه هى وأبوها، ولكنها لا تعير له أى انتباه لضعف شخصيته، كما انها فتاة محافظة إلى حد كبير، كذلك له أخت صغيرة تعيش معه ومع أمها وزوج أمها فى منزل واحد، تمنت الفتاة أن يكون الدبدوب هو أخوها، وبالفعل تحول أخوها إلى دبدوب ولكن المفاجأة أن الاثنين تقمصا شخصية بعضهما نتيجة ماس كهربائى، ومن هنا تحدث المفارقات الغريبة والمواقف الكوميدية .
من الواضح أنه حتى للمتفرج العادى الفيلم سطحى تنقصه الخبرة الإخراجية، وبما أن المخرج عمر سلامة مخرج جديد فى الأفلام الروائية الطويلة حيث سبق له اخراج فيلم واحد من قبل هذه النوعية، فمن الصعب عليه إخراج فيلم مقتبس من فيلم أمريكى حديث حقق ايرادات عالية فى شباك التذاكر فى العالم كله، خاصة ان الفيلم لم يمر عليه عام واحد فقط.. فليس مجرد ظهور دبدوب لعبة بطلا للفيلم، سيقبل عليه الصغار ويعجبون به ويصبح فيلما للعائلة يعرض فى العيد، فالأطفال الآن اصبحوا أكثر إدراكا، فهم يشاهدون أفلاما أجنبية بها تقنيات تكنولوجية عالية وأفكارا جريئة وخيال علميا واسعا .. فلا نستطيع أن نقدم لهم فيلما خاليا من المضمون ويفتقد الحبكة الدرامية .. نستطيع أن نقول إن الميزة الوحيدة فى اخراج الفيلم هي توجيه رسالة تربوية إلى الصغار والشباب بأهمية العمل، فقد ركز المخرج على لافتة «من جد وجد» و كذلك بداية الفيلم كانت الألعاب كلها «صنع الصين» ولكن مع الاجتهاد والحرفية فى العمل تغيرت اللافتة إلى «صنع فى مصر»، كما أن المخرج أظهر الأهالى وهم كسالى إلى أقصى درجة، ولا يقومون بتوجيه الأبناء لكيفية بناء مستقبلهم. أما بالنسبة لكاتب الفيلم مصطفى حلمى فلم يستطع هو الآخر الارتقاء بسيناريو الفيلم، لعل هذا يعود لعدم خبرته فى فن الكتابة السينمائية. إذا بدأنا بالفنانين المشاركين بالفيلم سنجد أن تأثيرهما لا يذكر فى العمل، خاصة الممثلة الشابة ياسمين الرئيس التى تفوقت على نفسها عندما أعاد اكتشافها المخرج الكبير محمد خان، فى فيلم «فتاة المصنع» والسؤال كيف تقبل ياسمين النزول بمستواها الفنى لهذا الحد، لمجرد أنها تظهر مع نجم له شعبية كبيرة مثل أحمد حلمى.. أما باقى الممثلين والممثلات فهم فى عداد ضيوف الشرف ليس فقط ظهورا بل تأثيرا فى أحداث الفيلم . أما الفنان أحمد حلمى فعليه أن يعيد حساباته فى اختيار نوعية أفلامه، فلا مانع من تكرار اقتباس الأفكار من أفلام أجنبية أحيانا مثل آسف على الازعاج، طالما حققت نجاحات، وإن كانت قد أثبتت نجاحها فى أفلام تحمل مضمونا قويا وتمثيلا رائعا، يمكننا أن نشاهد بعض هذه الأفلام عدة مرات على شاشة التليفزيون مثل فيلم عسل أسود، الذى يعرض مشاكل المجتمع المصرى من خلال قالب كوميدى مكتمل العناصر الدرامية، ولا يعتمد فقط على الافيهات المضحكة ، والتى حاول جاهدا أن يقدمها فى فيلمه الاخير.. وعليه اختيار طاقم العمل الذى يصلح بخروج الفيلم للمستوى اللائق، فلا مانع من مجاملة الأصدقاء ولكن ليس على حساب العمل.. فليس معنى هذا أننا لا نشجع الشباب ونعطى لهم فرصة لاثبات وجودهم، ولكن نوعية كل فيلم لها طاقم العمل الذى يناسبه ويعمل على نجاحه.. على الفنان أحمد حلمى أن يعيد ترتيب أوراقه الفنية من جديد، فليس هناك عيبا فى ذلك خاصة بعد اختياره لفيلمين متتاليين دون المستوى المنتظر من جمهوره العريض وهما «على جثتى» «وصنع فى مصر».
إرسال تعليق