الكينونة والزمان لـ مارتن هيدغر |
يجمع المهتمون بالشأن الفلسفي على أن كتاب «الكينونة والزمان» للفيلسوف الأماني «مارتن هيدغر» يعد أكبر مدونة فلسفية في القرن العشرين، نظرا إلى الدور الذي لعبه في توجيه الفكر الفلسفي المعاصر. إذ طرح هذا العمل إثر صدوره مشكلة كبرى تتعلق بتلقي مضامينه الفلسفية في لغات أخرى، خاصة أن «هيدغر» كتبه بلغة فلسفية
شديدة الخصوصية يصعب معها نقله إلى ألسن أخرى، بل أكثر من ذلك فالألمان أنفسهم طالبوا بترجمة النص إلى لغتهم الألمانية حتى يتمكنوا من فهمه والتواصل معه.. فما بالنا بترجمته إلى لغة الضاد؟
تجرأ الباحث التونسي الدكتور فتحي المسكيني على ركوب هذه المغامرة، وخرج الكتاب بصورة كاملة مع مراجعة الباحث المغربي الدكتور إسماعيل المصدق عن دار الكتاب الجديد بيروت 2012.
عرف «هيدغر» بأنه فيلسوف الوجود، حيث كرس حياته الفكرية لتأسيس أنطولوجيا جديدة يسعى من خلالها الفكر الفلسفي إلى البحث عن حقيقة الوجود ومعناه، ليصبح «الدازاين» هو الموضوع الرئيس للفكر الفلسفي المعاصر ومحور تساؤلاته. إن دفاع هيدغر عن الوجود كان من منطلق أن الميتافيزيقا الغربية عبر تاريخا قد كرست فكرة نسيان الوجود لصالح الموجود منذ أن قال سقراط «أيها الإنسان اعرف نفسك» حيث كان ذلك بمثابة إعلان عن بداية غرق التراث الفلسفي في مياه نسين الوجود. ولما جاءت اللحظة الديكارتية التي أعطت للفكرة بعدا جديدا وحولت هذا التصور إلى نزعة إنسانية تعتبر أن الأساس والمركز هو الذات الإنسانية كما عبر بذلك ديكارت نفسه عبر الكوجيطو: أنا أفكر..، لذلك أعلن «هيدغر» الحرب على هذه النزعة وحشد كل أدواته النظرية والمعرفية واللغوية من أجل تفكيك هذه المركزية لإعادة الاعتبار إلى الوجود بدل التركيز على الموجود.
الكتاب : الكينونة والزمان
المؤلف: مارتن هيدغر
ترجمة : د .فتحي المسكيني
الناشر : دار الكتاب الجديد - بيروت
الحجم : 22.3 م.ب.
عدد الصفحات : 865
معاينة الكتاب : Archive
إرسال تعليق